محاسبة القيد المزدوج
ما هو القيد العكسي في المحاسبة؟ ومتى يتم استخدامه؟

داليا فايز
أخصائي تسويق بالمحتوى
في المحاسبة على أساس الاستحقاق، لا يتم دائمًا تسجيل جميع العمليات المالية ضمن نفس الفترة المحاسبية، لذلك، يقوم المحاسبون في نهاية كل فترة بتسجيل قيود تسوية لضمان تطابق الإيرادات والمصروفات مع الفترة الزمنية الصحيحة، ولكن بعض هذه القيود مؤقتة، وإذا لم تتم معالجتها بالشكل الصحيح في الفترة التالية، فقد تؤدي إلى التكرار وأخطاء في التقارير المالية. وهنا تظهر أهمية قيود التسوية العكسية، وهي قيود اختيارية تُسجل في بداية الفترة المالية الجديدة، وتهدف إلى عكس بعض قيود التسوية المُسجلة سابقًا لتسهيل العمليات المحاسبية ومنع التكرار في الإثبات.
في هذا المقال، سنستعرض تعريف قيود التسوية العكسية وأهميتها، وكيف تساهم في الحفاظ على دقة المعلومات المالية، خصوصًا في بيئات العمل السريعة أو عند استخدام أنظمة محاسبية مؤتمتة.
تعريف قيد التسوية العكسية
قيد التسوية العكسية هو قيد يُسجل في بداية فترة محاسبية جديدة بهدف عكس أو إلغاء أحد قيود التسوية التي تم تسجيلها في نهاية الفترة السابقة. ويُعد الهدف الأساسي من هذا القيد هو تبسيط تسجيل العمليات المالية المتكررة في الفترة الجديدة دون الوقوع في خطأ التكرار المحاسبي.
على سبيل المثال، إذا تم تسجيل مصروف مستحق في 31 ديسمبر لإثبات التزام لم يُدفع بعد، يتم في 1 يناير تسجيل قيد تسوية عكسي لإلغاء هذا المصروف، وعند دفع المصروف فعليًا في يناير، يتم تسجيله كمعاملة محاسبية عادية دون الحاجة إلى أي معالجة خاصة.
على سبيل المثال، إذا تم تسجيل مصروف مستحق في 31 ديسمبر لإثبات التزام لم يُدفع بعد، يتم في 1 يناير تسجيل قيد تسوية عكسي لإلغاء هذا المصروف، وعند دفع المصروف فعليًا في يناير، يتم تسجيله كمعاملة محاسبية عادية دون الحاجة إلى أي معالجة خاصة.
تُستخدم قيود التسوية العكسية عادةً مع المصروفات المستحقة والإيرادات المستحقة، وتُعد مفيدة بشكل خاص في الشركات التي تختلف فيها الفرق المسؤولة عن التسويات النهائية وإثبات المعاملات اليومية.
لماذا تُستخدم قيود التسوية العكسية؟
تُعد قيود التسوية العكسية غير إلزامية من الناحية المحاسبية، لكنها تقدم فوائد تشغيلية مهمة تجعل استخدامها شائعًا وموصى به، خصوصًا في الشركات التي تعتمد على المحاسبة على أساس الاستحقاق، حيث تكتسب قيود التسوية العكسية أهمية خاصة في الشركات التي تُدار فيها التسويات الشهرية من قِبل فريق، بينما تتولى فرق أخرى إدارة المعاملات اليومية، مما يضمن استمرارية ودقة العمليات المحاسبية.
الأسباب الرئيسية لاستخدام قيود التسوية العكسية:
- تبسيط العمل المحاسبي من خلال عكس القيود المؤقتة، يمكن تسجيل المعاملات الجديدة بطريقة مباشرة دون تعقيد أو ارتباك.
- تجنب التكرار المحاسبي عند عدم استخدام القيد العكسي، قد يتم تسجيل المصروف مرتين؛ مرة عند التسوية، ومرة عند الدفع الفعلي.
- تقليل الحاجة للتدخل اليدوي لا يحتاج المحاسبون لتذكّر تفاصيل القيود السابقة، بل يمكنهم تسجيل المعاملات الجديدة بشكل طبيعي.
- دعم الأتمتة العديد من أنظمة المحاسبة الحديثة مثل وافِق توفر ميزة عكس القيود تلقائيًا، مما يقلل من احتمال وقوع الأخطاء البشرية.
أنواع قيود التسوية العكسية
ليست كل قيود التسوية مناسبة للعكس، عادةً ما تُستخدم قيود التسوية العكسية مع أنواع محددة من القيود، وتحديدًا تلك المتعلقة بالاستحقاقات المؤقتة التي ستتم تسويتها في الفترة التالية مباشرة.
القيود التي يتم عكسها أغلب الوقت
- المصروفات المستحقة وهي مصروفات تم استحقاقها ولكن لم يتم دفعها بنهاية الفترة (مثل الرواتب أو فواتير الكهرباء). تُعد من أكثر القيود شيوعًا للعكس.
- الإيرادات المستحقة وهي إيرادات تم تحقيقها ولكن لم يتم تحصيلها. يساعد القيد العكسي في منع تكرار إثبات نفس الإيراد عند التحصيل.
قيود يتم عكسها أحيانًا
- المصروفات المدفوعة مقدمًا عادةً يتم تعديلها تدريجيًا، لكن في بعض الحالات المؤقتة (مثل إعادة التصنيف المؤقت) قد يُستخدم القيد العكسي.
- الإيرادات غير المكتسبة/ المؤجلة غالبًا لا يتم عكسها لأن إثبات الإيراد يعتمد على تقديم الخدمة أو تسليم المنتج، ولكن إذا تم تسجيلها بشكل خاطئ، قد يتطلب الأمر عكس القيد.
قيود لا يتم عكسها
لأنها قيود دائمة أو تعتمد على التقدير، ولا تُعكس في الفترة التالية مثل:
- قيود الاستهلاك.
- مخصصات الديون المشكوك في تحصيلها.
- تسويات المخزون.
كيفية إعداد القيد العكسي مع تطبيق عملي
تسجيل قيد التسوية العكسية هو عملية بسيطة، ولكنها تتطلب دقة وانتظامًا. إليك كيف يتم تسجيله عمليًا:
مثال تطبيقي خطوة بخطوة:
مثال تطبيقي خطوة بخطوة:
نفترض أن الشركة قامت بإثبات رواتب مستحقة بقيمة 10,000 ريال سعودي في نهاية العام.


نظرًا لأن القيد العكسي قد ألغى الرواتب المستحقة، يمكن الآن تسجيل عملية الدفع بشكل عادي:

توفر أنظمة المحاسبة الحديثة مثل وافِق خاصية تحديد القيد على أنه قابل للعكس، ويقوم النظام تلقائيًا بإنشاء قيد عكسي في أول يوم من الفترة الجديدة، مما يوفر الوقت ويقلل من الأخطاء.
توفر أنظمة المحاسبة الحديثة مثل وافِق خاصية تحديد القيد على أنه قابل للعكس، ويقوم النظام تلقائيًا بإنشاء قيد عكسي في أول يوم من الفترة الجديدة، مما يوفر الوقت ويقلل من الأخطاء.
فوائد استخدام قيود التسوية العكسية
على الرغم من أن قيود التسوية العكسية اختيارية، إلا أنها تقدم مزايا كبيرة في تحسين وضوح ودقة وكفاءة العمليات المحاسبية. من أهم فوائدها:
- تقليل الأخطاء من خلال إلغاء القيود المؤقتة في بداية الفترة، تساعد القيود العكسية في منع تكرار إثبات الإيرادات أو المصروفات.
- تبسيط تسجيل المعاملات يمكن تسجيل المعاملات اليومية بطريقة اعتيادية دون الحاجة إلى معالجة خاصة للقيود المُعدلة سابقًا.
- تحسين التنسيق بين الفرق في حال كانت التسويات النهائية تُدار من قِبل فريق والمحاسبة اليومية من قِبل فريق آخر، تضمن القيود العكسية الاستمرارية وتقلل من سوء الفهم.
- دعم الأتمتة وتسريع الإغلاق المالي تساعد أنظمة المحاسبة التي تدعم القيود العكسية التلقائية في تسريع عملية إغلاق الفترات المالية.
- تعزيز دقة البيانات المالية تساعد في تجنب الأخطاء في القوائم المالية، من خلال ضمان أن كل معاملة تُسجّل مرة واحدة وفي الفترة الصحيحة.
متى لا يُنصح باستخدام قيود التسوية؟
على الرغم من أهمية قيود التسوية العكسية، إلا أنها لا تصلح لجميع أنواع التسويات. وقد يؤدي استخدامها في غير موضعها إلى تقارير مالية غير دقيقة. لذلك يجب تجنّب استخدام القيود العكسية في الحالات التالية:
- القيود غير المؤقتة مثل قيود الاستهلاك أو المخصصات (مثل مخصص الديون المشكوك في تحصيلها)، لأنها تقديرية ومستمرة، وعكسها قد يؤدي إلى تشويه القوائم المالية.
- إثبات الإيراد المرتبط بالتسليم لا يجب عكس الإيرادات غير المكتسبة أو الإيرادات الجزئية إلا إذا تم تسجيلها بشكل خاطئ، لأن العكس قد يؤدي إلى إثبات الإيراد في وقت غير مناسب.
- تعديلات المخزون لا يتم عكس التسويات المستندة إلى الجرد الفعلي أو تقييم المخزون، لأنها تعكس واقعًا حقيقيًا في نهاية الفترة.
- إعادة التصنيف الدائمة إذا كان القيد المعدّل ينطوي على تغيير دائم في تصنيف الحساب (مثل إعادة تصنيف أصل طويل الأجل)، فلا يُفترض عكسه.
كيف تسهم الأتمتة في تبسيط تسجيل القيد العكسي
قد تكون القيود العكسية اليدوية مرهقة وتستغرق وقتًا، خصوصًا في الشركات التي تنمو بسرعة أو تقوم بإغلاق حساباتها شهريًا. تأتي الأتمتة كحل فعّال يضمن الدقة والسرعة والاتساق.
- إنشاء تلقائي لقيود التسوية العكسية تسمح الأنظمة المحاسبية الحديثة مثل وافِق للمستخدمين بتحديد القيود لتكون قابلة للعكس، ليقوم النظام تلقائيًا بإنشاء القيد العكسي في أول يوم من الفترة التالية.
- تقليل الجهد اليدوي لا حاجة لإعادة إنشاء القيود كل شهر. تساعد الأتمتة المحاسبين على التركيز في التحليل بدلاً من إدخال البيانات المتكرر.
- رفع مستوى الدقة والامتثال تمنع الأتمتة حدوث التكرار أو نسيان عكس القيود، مما يضمن أن القوائم المالية تعكس الفترة المالية الصحيحة.
- توفر سجل واضح للتدقيق يتم ربط كل قيد عكسي بالقيد الأصلي، مما يوفر مسارًا واضحًا للتدقيق سواء داخليًا أو خارجيًا.
- دعم إغلاق مالي أسرع تُمكّن الأتمتة الفرق المالية من إغلاق الدفاتر بسرعة، وبالتالي إصدار تقارير مالية في الوقت المناسب.
مثال:
مثال:
عند إغلاق حسابات ديسمبر، تسجل الشركة مصروف كهرباء مستحق بقيمة 15,000 ريال، وعند تحديد القيد كـ "قابل للعكس" في وافِق، يقوم النظام تلقائيًا بإنشاء القيد العكسي في 1 يناير، دون أي تدخل يدوي.
أفضل ممارسات تسجيل قيود التسوية العكسية
تُعد قيود التسوية العكسية أداة فعالة في المحاسبة على أساس الاستحقاق، حيث تُسهم في تسهيل الانتقال بين الفترات المالية وتقليل الأخطاء، وتبسيط العمليات المحاسبية اليومية. وعلى الرغم من أن استخدامها ليس إلزاميًا، فإن تطبيقها بالشكل الصحيح يحقق كفاءة ودقة أعلى.
- قصر استخدام القيود العكسية على الاستحقاقات المؤقتة مثل المصروفات والإيرادات المستحقة.
- الاعتماد على الخصائص الآلية في نظام المحاسبة (مثل وافِق) لعكس القيود تلقائيًا وبشكل منظم.
- توثيق كل قيد تسوية بوضوح، مع الإشارة إلى ما إذا كان يجب عكسه.
- تعزيز التنسيق بين فريق إغلاق الفترة المالية وفريق إثبات المعاملات اليومية لتجنب التداخل.
- عدم عكس القيود الدائمة أو التقديرية مثل الاستهلاك أو المخصصات.
اقرأ أيضًا: كل ما تحتاج لمعرفته عن القيود المحاسبية والقيد المزدوج.
عند استخدام قيود التسوية العكسية بشكل سليم، فإنها تُسهم في الحفاظ على دفتر قيود منظم وواضح، مما يوفر الوقت ويقلل من الالتباس، ويدعم إعداد تقارير مالية دقيقة.
سهّل عمليات الإغلاق المحاسبي مع وافِق
سهّل عمليات الإغلاق المحاسبي مع وافِق
ودّع القيود العكسية اليدوية وابدأ بأتمتة قيود التسوية والقيود العكسية بضغطة زر ، بدقة عالية وتوفير للوقت واستعداد دائم للتدقيق.