محاسبة التكاليف

ماذا يعني تقييم المخزون؟

يُعد المخزون جزءً أساسياً وكبيراً من أصول العديد من الشركات، إن لم يكن الجزء الأكبر منها، مما يجعله أحد أهم المحاور الأساسية في الميزانية العمومية، ولهذا فإن على المستثمرين أن يدركوا كيفية مقارنة حسابات المخزون بين الشركات مختلفة الصناعات والقطاعات، وهو ما يجعلنا في حاجة ملحة للحديث عن كلٍ من: "الوارد أخيراً صادر أولاً"، و " الوارد أولاً صادر أولاً"، وكل ما يتعلق بتقييم المخزون في هذا المقال.

نقاط رئيسية هامة

  • تعتمد طريقة "الوارد أخيراً صادر أولاً" على فكرة أن البضائع المنتجة أو المشتراة أخيراً تُباع أولاً.
  • تعتمد طريقة "الوارد أولاً صادر أولاً" على أن البضائع المنتجة أو المشتراة أولاً تُباع أولاً.
  • ترى العديد من الشركات بأن طريقة "الوارد أخيراً صادر أولاً" غير عملية ومجدية وذلك لأنهم لا يريدون ترك البضاعة لفترة طويلة في المخزن دون بيع.
  • تُعد طريقة "الوارد أولاً صادر أولاً" الخيار الأفضل لمعظم الشركات لأنها تريد التخلص من أقدم مخزون لها أولاً عند بيع البضائع.
  • يؤثر الاختيار بين هاتين الطريقتين في المخزون على البيانات المالية للشركة، لأنه يغير قيمة المخزون وتكلفة البضائع المباعة وصافي الربح.

ما هو تقييم المخزون في المحاسبة؟

يُشير المخزون إلى سلع الشركة وبضائعها في ثلاث مراحل مختلفة من الإنتاج، وهي:

  1. المواد الخام هي الأشياء الأساسية التي تُستخدم في صنع السلع تامة الصنع.
  2. المخزون قيد التشغيل ويُشير إلى السلع التي يتم تصنيعها ولكن لم يتم الانتهاء منها بعد.
  3. المخزون النهائي ويتكون من العناصر الجاهزة للبيع والتي يُمكن شراؤها وإرسالها إلى العملاء.

ويُمكنك معرفة مخزون الشركة النهائي عن طريق أخذ البضائع في الشركة في بداية فترة معينة، وإضافة المواد التي تم شراؤها لصنع المزيد من السلع، ثم طرح قيمة البضائع المُباعة، ويُطلق على الفرق بينهما اسم تكلفة البضائع المباعة، وتساوي:

تكلفة البضائع المباعة = (مخزون أول مدة + صافي المشتريات) - مخزون آخر مدة

وتدخل قيمة مخزون البضائع في كل مرحلة من مراحل الإنتاج في المحاسبة، وتُحسب كأصول للشركة لأنه يمكن بيعها وتحويلها إلى نقد بعد فترة قصيرة، وبهذا يُمكن للشركة أخذ فكرة عامة عن كافة أصولها بدقة.

وبناءً على المعادلة السابقة يُمكننا معرفة قيمة المخزون النهائي للشركة عن طريق:

المخزون النهائي = (صافي المشتريات + مخزون أول مدة) - تكلفة البضائع المباعة

كل ما تحتاج إلى معرفته عن تكلفة البضائع المباعة في مقالنا هنا.

طرق تقييم المخزون

تلجأ الشركات إلى استخدام طرق مختلفة لتقييم المخزون، وأبرزها: طريقة "الوارد اولاً صادر أولاً"، وطريقة "الوارد أخيراً صادر أولاً"، وطريقة "متوسط تكلفة المخزون"، وجميعها تُستخدم لتَتبع التغيرات التي تطرأ على أسعار المخزون ومعرفة قيمة النفقات الصحيحة.

ويكمن الاختلاف الرئيسي بين طريقة "الوارد أولاً صادر أولاً" وطريقة "الوارد اخيراً صادر أخيراً" حول التغير الدائم بأسعار المواد الخام والعمالة وتكاليف الأجهزة وغيرها، فسعر البضائع اليوم قد يكون أقل أو أكثر منه بعد أسبوع أو شهر، والجدير بالذِكر أن طريقة " الوارد أخيراً صادر أولاً" غير متوافقة مع معايير المحاسبة الدولية وإعداد التقارير المالية IFRS.

- الوارد أولاً صادر أولاً

تفترض طريقة "الوارد أولاً صادر أولاً" أن العناصر التي يتم إنتاجها أو شراؤها من المخزون أولاً تُباع أولاً، فعلى سبيل المثال لنفترض أن مخبزاً يقوم بصنع 400 رغيف خبز في يوم الاثنين ويبيعها مقابل ريالين لكل رغيف، ويقوم المخبز بإنتاج 400 رغيف في يوم الثلاثاء مقابل 2.5 ريال سعودي لكل منها. فبناءً على طريقة "الوارد أولاً صادر أولاً" فإن تكلفة البضائع المباعة (تُسجل في قائمة الدخل) ستكون 2 ريال سعودي لكل رغيف على اعتبار أن تلك هي تكلفة الرغيف في أول مخزون، ومن ثم سيتم إضافة 2.5 ريال سعودي إلى المخزون الذي تم بيعه (تُسجل في الميزانية العمومية).

- الوارد أخيراً صادر أولاً

تعمل طريقة "الوارد أخيراً صادر أولاً" بطريقة معاكسة للطريقة السابقة، فهي تقوم على فكرة أن البضائع المنتجة أو المشتراة أخيراً تُباع أولاً، ففي المثال السابق سيتم بيع 400 رغيف من الخبز في يوم الأربعاء بسعر 2.5 ريال سعودي ضمن تكاليف البضاعة المباعة، بينما ستُقيد تكاليف الخبز القديمة التي تُباع بريالين 2 ضمن تكاليف الأصول المتبقية

تقييم المخزون: "الوارد أولاً صادر أولاً" أم "الوارد أخيراً صادر أولاً"؟

تَستخدم الصناعات المختلفة طرقاً مختلفة لمعرفة قيمة الشركة، إذ تؤثر الطريقة المستخدمة لتقييم المخزون على تكلفة البضائع المباعة والأرباح وغيرها، وفيما يلي سنوضح ذلك بشيءٍ من التفصيل:

- الوارد أولاً صادر أولاً

تعتمد الكثير من الشركات على هذه الطريقة ويعتبرونها الأفضل لأنها تُخبرهم بقيمة المخزون الحقيقية في نهاية الفترة المحاسبية، لأن العناصر القديمة التي تم تصنيعها أولاً قد بيعت، مما يعني أن الأسعار التي بيعت بها المنتجات حالياً تعكس سعر السوق الحالي. وتَستخدم أغلب الشركات هذه الطريقة لأنهم يرغبون بالتخلص من المنتجات القديمة أولاًَ، وهو ما يساعدهم على احتسابها ضمن تكاليف البضائع المباعة.

- الوارد أخيراً صادر أولاً

تَعتمد طريقة "الوارد أخيراً صادر أولاً" على استخدام أحدث مخزون تم شراؤه لمعرفة تكلفة البضائع المباعة، أما المخزون المتبقي فهو قديم لأنه تم تصنيعه بالبداية قبل المُباع، مما يعني أن هذه الطريقة لا تعطي قيمة دقيقة للمخزون وغالباً ما تكون أقل بكثير من قيمته الحالية. وترى العديد من الشركات أن هذه الطريقة غير واقعية وعملية لأنهم لا يفضلون ترك المخزون القديم بدون استخدام أثناء استخدام وبيع السلع الحديثة.

يُمكن للشركات الاختيار من بين عدة طرق مختلفة لتتبع مخزونها، ومن أبرز تلك الطرق طريقتي "الوارد أولاً صادر أولا" و "الوارد أخيراً صادر أولاً"، ولكن يجب أن يوضع بالاعتبار أن طريقة "الوارد أخيراً صادر أولاً" لا تتبع المعايير الدولية لإعداد التقارير المالية.

وعندما تستخدم الشركة طريقة "الوارد أخيراً صادر أولاً" فإنها تبيع المخزون الأحدث إنتاجاً والذي يُكلف عادة الكثير لصنعه، بينما تكون التكلفة في طريقة "الوارد أولاً صادر أولاً" أقل إلا أن المخزون فيها يكون أكبر.

وتختلف قيمة كل من الدخل الخاضع للضريبة في الشركة وصافي الدخل وأرقام الميزانية العمومية، تبعاً لطريقة تقييم المخزون المُستخدمة، لذلك فإن من الضروري اختيار الطريقة القانونية المناسبة لجميع المحاسبين.

سجّل معنا مجاناً

استخدم وافق لإدارة مخزونك وتسجيل منتجاتك ومشترياتك ومصروفاتك، مع إمكانية إنشاء أكثر من 30 تقريراً مالياً، كل ذلك من مكان واحد.