إدارة الأصول

ما هي الموازنة الرأسمالية؟

ما هي الموازنة الرأسمالية؟

يَعتقد الكثيرون بأن الموازنة الرأسمالية معقدة وصعبة الفهم، إلا أنها أبسط مما تتخيل بكثير، كما أن معرفتها أمرٌ مهم بالنسبة للمدراء والمستثمرين والمحاسبين على حد سواء، وفي هذا المقال سنشرح لكَ كل شيء عنها بالتفصيل.

ما هي الموازنة الرأسمالية؟

تُعرف الموازنة الرأسمالية بأنها عملية تحديد وتخطيط وتقييم المشاريع الاستثمارية التي من شأنها إضافة قيمة للشركة أو بمعنى آخر توزيع الموارد التمويلية للشركة، وبخاصة تلك التي تتطلب فترة طويلة من الزمن بما يتناسب مع أهداف العمل، وأي شيء يضيف فيمة للشركة ممكن أن يكون جزءًا من الموازانة الرأسمالية حتى الأصول الثابتة مثل الشاحنات والآلات الجديدة والمعدات والمباني.

وتَسعى معظم الشركات إلى الدخول في مشاريع جديدة سعياً لتحقيق الأرباح وزيادة ثروة مساهميها، وتعتمد في ذلك على معايير مختلفة للموافقة على المشروع الجديد أو رفضه، ومنها نسبة الأرباح، أو المساهمة ببناء المجتمع، أو المشاريع الخيرية وبناء نوايا حسنة وغيرها، فكما ترى المال ليس هو الهدف الوحيد وحسب.

إقرأ المزيد عن قائمة المركز المالي وقائمة الدخل.

نقاط رئيسية هامة

  • يستفيد المستثمرون من الموازنة الرأس المالية في معرفة قيمة المشروع الذي يرغبون الاستثمار فيه.
  • أكثر الطرق الشائعة لاختيار المشروع هي: معدل العائد الداخلي، وفترة الاسترداد، وصافي القيمة الحالية.
  • تشير فترة الاسترداد إلى مقدار الوقت المستغرق لاسترداد تكلفة الاستثمار.
  • يسمى العائد المتوقع تحقيقه من المشروع معدل العائد الداخلي، وإذا كانت قيمته أعلى من تكلفة رأس المال فتلك إشارة على نجاح المشروع.
  • يشير صافي القيمة الحالية إلى مدى ربحية المشروع مقارنة بالخيارات الأخرى، وقد تكون أفضل الطرق الثلاث لهذا الغرض.

شرح الموازنة الرأسمالية

يحتاج مالكو الشركة والمساهمون بها إلى طريقة لتقييم المشاريع الاستثمارية التي يرغبون بالعمل بها، إذ من غير المعقول أن يستثمروا أموالهم دون معرفة نسبة الأرباح الممكن تحقيقها، والمخاطر التي يمكن يتعرض لها العمل.

وهذا هو ما تفعله الموازنة الرأسمالية تماماً، إذ تساهم في حساب التدفقات النقدية المستقبلية مما يعطي الشركة فكرة عن صافي الأرباح المتوقع، كما تُمكنها من تقييم أداء الشركة الاقتصادي والمالي على المدى الطويل، وخاصة عندما نتحدث عن الشركات الربحية التي تهدف إلى كسب المال بشكل أساسي.

وتَستخدم الشركات طرقاً مختلفة لمعرفة ما إذا كان مشروع الموازنة الرأسمالية يستحق العمل أم لا، وعلى الرغم من أن أغلب المحللين يُفضلون طريقة صافي القيمة الحالية، إلى أن هناك حالات معينة تستوجب استخدام طريقة فترة الاسترداد أو طريقة معدل العائد الداخلي، أما أفضل الأوضاع موثوقيةًَ على الإطلاق هي عندما تكون نتائج الطرق الثلاث تسير في نفس الاتجاه.

تُعد الموازنة الرأسمالية التزاماً مالياً واستثمارياً، فعندما تدخل الشركة في مشروع ما فإنها تُقدم التزاماً مالياً واستثمارياً طويل الأجل، ينعكس أدائها ونجاحها في المستقبل بالتأكيد.

ملاحظة:

تُعد الموازنة الرأسمالية التزاماً مالياً واستثمارياً، فعندما تدخل الشركة في مشروع ما فإنها تُقدم التزاماً مالياً واستثمارياً طويل الأجل، ينعكس أدائها ونجاحها في المستقبل بالتأكيد.

كيف تعمل الموازنة الرأسمالية؟

فلنفترض أنك تمتلك شركة ما، وأنكَ على وشك الاستثمار في مشروع ما، فكيف ستُقرر ما إذا كان سيُحقق أرباحاً فتستثمر فيه، أو أن احتمالية الخسارة واردة بشدة فتتجنبه؟، الإجابة عن ذلك هي من خلال عمل الموازنة الرأسمالية.

ولحسن الحظ فإن هنالك ثلاثة طرق لا واحدة لعمل تلك الموازنة، ويمكنكَ استخدام أكثر من طريقة في نفس الوقت، وستكون محظوظاً إذا كانت نتائج الطرق الثلاث تشير إلى النتيجة الإيجابية نفسها، وفيما يلي سنتناول كلاً منها على حدة ونوضح مزاياها وعيوبها بالتفصيل:

  • فترة الاسترداد: يُشير مفهوم فترة الاسترداد في الموازنة الرأسمالية إلى مقدار الوقت اللازم لاسترداد تكلفة الاستثمار، فعلى سبيل المثال إذا كانت النفقات النقدية الأولية في مشروع معين تساوي 2 مليون ريال سعودي، وكانت مصروفات المشروع تتطلب 1 مليون ريال سعودي، فإن فترة الاسترداد ستعطينا فكرة عن عدد السنوات التي سيتطلبها المشروع للوصول إلى فترة استعادة المال، وكلما كانت الفترة الأقصر كان ذلك أفضل، إذ سيطمئن المستثمرون إلى أن المشروع سيغطي رأس المال.

  • معدل العائد الداخلي: وهو عبارة عن معدل الخصم الذي يخفض صافي القيمة الحالية إلى الصفر، بمعنى أن القيمة الحالية الصافية لإيرادات المشروع تساوي القيمة الحالية للاستثمار المبدئي، فعندما يرتفع معدل الخصم تصبح التدفقات النقدية المستقبلية أقل، ويُستخدم معدل العائد الداخلي لخصم التدفقات النقدية بعد الضريبة.

  • صافي القيمة الحالية: وتعني الفرق بين القيمة الحالية للتدفقات النقدية الواردة في المستقبل والتي تولدها المشاريع المقترحة، وتُعد الطريقة الأفضل والأكثر دقة بالنسبة للمستثمرين وأصحاب القرار، إذ يمكنهم معرفة ما إذا كان المشروع سيُحقق أرباحاً أم لا، فبكل بساطة إذا كان صافي القيمة الحالية إيجابياً يتم قبول المشروع، ويُرفض إذا كان سلبياً، ويتم احتساب القيمة الحالية للتدفقات المستقبلية باستخدام تكلفة رأس المال أو الحد الأدنى من معدل العائد المرغوب فيه كسعر الخصم.

من المؤكد أنكَ أصبحت تعرف الآن الدور المهم الذي تضيفه الموازنة الرأس المالية للمدراء والمستثمرين والمحاسبين، بحيث تُمكنهم من اتخاذ القرارات المالية السليمة التي من شأنها إيصال الشركة إلى بر الأمان.

سجّل معنا مجاناً

استخدم وافق للحصول على رؤية واضحة لأعمالك من خلال إدارة كل المعاملات من مصروفات ومشتريات ورواتب موظفين ومخزون.