لأصحاب الأعمال

7 دروس يتعلمها رجال الأعمال من الطبيعة

على الرغم من أن العنوان قد يبدو غريباً بالنسبة للكثيرين، إذ كيف ينسجم عالم الأعمال والشركات مع عالم الطبيعة؟، إلا أن هنالك العديد من القواسم المشتركة والدروس المستفادة التي يُمكن لرجال الأعمال الأذكياء تعلمها من الطبيعة، وسنسلط الضوء عليها في هذا المقال.

1. الحصاد يتطلب وقتاً

هنالك قول مأثور للفيلسوف الصيني لاو تسي وهو:

"الحياة لن تجري، ولكن كل شيء سيتم إنجازه"

وذلك في إشارة إلى نفاذ صبر الإنسان ورغبته بالوصول إلى ما يريد بسرعة، متناسياً أن معظم الأشياء الثمينة والرائعة في الحياة تتطلب وقتاً حتى تتم بالطريقة الصحيحة.

والأمر ذاته ينطبق على أعمالك التجارية، فعندما تؤسس شركة ما سترغب برؤية الإيرادات والأرباح بسرعة، وستشعر بأن هذه هي المكافأة التي تستحقها بعد العمل المتعب والمجهود الكبير الذي تحملته، لكن لا تقلق ستحصل على غايتك في الوقت المناسب، بل إن النتائج قد تكون أفضل مما توقعت عندما يحين وقتها.

2. المرونة مهمة للنجاح

تُعد المقدرة على التكيف واحدة من أبرز نقاط القوة لدى النباتات والحيوانات، فذلك ما يجعلها تصمد في مختلف أنواع البيئات الطبيعية التي تعيش بها، ويمكن للإنسان أن يتعلم ذلك منها بحيث يتعايش مع متطلبات العصر الجديدة وينسجم مع التطور التقني والتكنولوجي لكي يكون ناجحاً.

فعند تأسيس شركتك الجديدة ستجد بأن الزمن قد تغير عن الأمس، وبأن الحلول المحاسبية اليدوية والتقليدية التي كانت تجدي حينها لم تعد كذلك اليوم، وما أن تتقبل الأمر وتبدأ باستخدام البرامج الحديثة الفعالة مثل وافق حتى ترى الآثار الإيجابية لذلك على أعمالك.

3. النتائج مسبوقة بالأهداف

تتميز الطبيعة بالاتزان، فهي عبارة عن دورة حيوية من الأسباب والنتائج التي تتبع بعضها البعض، ويمكنكَ اتباع هذه الاستراتيجية في وضع خطة عملك أيضاً، إذ يجب أن تكون واثقاً من أن كل قرار تتخذه في الشركة سواء أكان متعلقاً بالمحاسبة أو التسويق أو الإدارة وغيرها مسبوق بهدف واضح ولأسباب منطقية.

4. تعاون مع فريقك

تخيل أن مجموعة من الغزلان قررت التنافس فيما بينها وبدأت بالعِراك، لا شك أن المستفيد الوحيد من ذلك هو ذاك النمر الذي يقف مراقباً ومستعداً للهجوم، فالتنافس السلبي بين أعضاء الفريق يؤدي إلى تفكك الروابط بينهم والابتعاد تدريجياً عن الأهداف الموضوعة في خطة العمل.

بينما يؤدي التعاون إلى تحقيق الإنجازات والنجاحات بكفاءة أكبر وبوقتٍ أقصر، وهو ما سيعود على الجميع في الشركة بالرفاهية والرخاء، فمصلحة العمل أثمن من مصلحة الفرد فيها، كما أن إنشاء صداقات طيبة مع منافسيك لن يضرك أبداً بل سيُمكنكَ من تَعلم الكثير من المعلومات الجديدة وسيبقيك مطلعاً على حاجة السوق.

5. حافظ على أخلاقك

يُقال دوماً بأن التجارة مهارة، وذلك لأنها تتطلب قدراً من الفطنة والذكاء، إذ ليس من الخطأ استخدام فراستك للوصول إلى أهدافك، لكن حتى هذا يجب أن يظل ضمن مظلة أخلاقية بحيث تضع مجموعة من القواعد والمبادئ لنفسك وعملك ولا تتخطاها، ويجب أن تكون الشفافية والاستدامة والقوة أركاناً أساسية في تلك الخطة.

6. اعرف نقاط قوتك

البقاء على قيد الحياة هو القوة الدافعة وراء كل ما يحدث في العالم الطبيعي، وهو الغريزة الأهم التي تُحرك كافة الكائنات الحية، بحيث تُمكنها من التصرف بسِلم تجاه ما هو مفيد لها، والتصرف بعداء مع ما تراه تهديداً لها.

وظف تلك المهارة بشكل إيجابي عند إدارة شركتك، وابحث عن نقاط قوتك ومهاراتك المميزة وقم بتطويرها، إذ ستساعدك على الثبات عند مواجهة المشكلات والقدرة على تحقيق أهدافك والتقدم نحو الأمام بما يتناسب ومبادئك وطموحاتك.

7. كن منفتحاً على التغيير

تعمل الطبيعة وفق أنماط متكررة وبدورات يومية وشهرية وسنوية، فإذا راقبت شجرة على مدار العام سترى بأنها تمر بالعديد من التغييرات المختلفة وتتكيف مع فصول السنة بشكل جيد.

كن دائماً منفتحاً على التغيير ومستعداً لتجربة طرق ومهارات جديدة إذا كنتَ تسعى لتحقيق النجاح، وركز على ضرورة التحسين والتطوير وعدم التعصب لطريقة عملك دون مواكبة الآخرين.

ختاماً

من المؤكد أنك اكتشفت بأن حياتنا وتحدياتنا اليومية لا تختلف عن تلك الموجودة في الطبيعية، بل إننا ندعوك لتجربة أكثر عمقاً وارتباطاً بها والذهاب في رحلة تنفصل فيها عن عالمك وتتحد مع الطبيعة، وليس عليك أن تقفز من فوق شلالات مرتفعة أو أن تنام في العراء لفعل ذلك، وإنما يكفي أن تحظى بالهدوء والصفاء النفسي بعيداً عن ضوضاء المدينة. وعندما تعود إلى حياتك ستلحظ بأن صحتك العقلية والنفسية قد شهدت تغييراً إيجابياً كبيراً، وستكون حينها مستعداً لإدارة شركتك بكفاءة أكبر.

إقرأ أيضاً اثنان من أهم أسرار النجاح في التجارة الإلكترونية.