ما هي ضريبة القيمة المضافة

عند شراء المستهلك للسلع والبضائع أو الحصول على خدمات معينة فإن المبلغ الذي يدفعه مقابلها يُسمى بما يُعرف ضريبة القيمة المضافة ، فماذا تعني هذه الضريبة ولماذا تفرضها الدول والحكومات؟ وكيف يمكنكَ حسابها؟ لمعرفة ذلك تابع قراءة المقال.

ما هي ضريبة القيمة المضافة؟

هي ضريبة غير مباشرة تفرضها الدولة على المستهلك النهائي لمعظم السلع والخدمات، بحيث يتم فرض ضريبة في كل مرحلة من مراحل الإنتاج والتوزيع، ومن ثم يتم جمع القيمة المضافة في نهاية كل مرحلة.

أما التاجر أو البائع الذي قَدم هذه البضائع للمستهلك فيقوم بإضافة قيمة الضريبة إلى تكلفة بضاعته قبل أن يُسدد ما عليه للحكومة، وكلما زادت مراحل التوريد وعمليات البيع والشراء زادت معها قيمة الضريبة، وتُعتبر فرنسا هي أول دولة فرضت ضريبة القيمة المضافة في العالم وذلك عام 1917م، ولقد أصبحت تلك الضريبة منذ ذلك الحين مفهوماً اقتصادياً واسع الانتشار يتم تطبيقه في أكثر من 160 دولة حول العالم.

كيفية حساب ضريبة القيمة المضافة

يخلط الكثيرون بين قانوني ضريبة المبيعات وضريبة القيمة المضافة، إلا أن إحداهما تختلف عن الأخرى فضريبة المبيعات تُفرض فقط على البيع النهائي لمنتج ما أو خدمة معينة تُقدم للمستهلك.

وطريقة حساب ضريبة القيمة المضافة بسيطة إلى حد ما، فيجب على الشركات التسجيل أولاً في ضريبة القيمة المضافة لدى السلطات الضريبية المعنية، وبمجرد القيام بذلك يجب عليهم فرض ضريبة القيمة المضافة على جميع السلع والخدمات التي يبيعونها وتحصيل الضريبة من عملائهم، ومن ثم دفع الضريبة المحصلة للحكومة.

وتختلف الأحكام واللوائح المحددة لضريبة القيمة المضافة حسب البلد أو المنطقة التي يتم تنفيذها فيها، ولكنها تغطي بشكل عام موضوعات هامة مثل التسجيل والامتثال ومتطلبات إعداد التقارير للشركات.

إقرأ المزيد حول مقياس الأرباح قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك والإهلاك.

الصيغة الحسابية لضريبة القيمة المضافة

تَختلف قيمة ضريبة القيمة المضافة التي تفرضها الدول على الأفراد، فالمملكة العربية السعودية على سبيل المثال فرضت ضريبة بنسبة 15%، ويُمكن إيجاد قيمتها من خلال القانون:

ضريبة القيمة المضافة = ضريبة المخرجات - ضريبة المدخلات

وتعني ضريبة المخرجات القيمة التي يقوم البائع بخصمها من المشتري عند بيعه سلعة ما أو تقديم خدمة معينة خاضعة للضريبة، مثل فواتير البيع وأجور النقل وغيرها.

أما ضريبة المدخلات فتعني الضريبة التي تدفعها الشركة على مشترياتها (المدخلات) التي تُستخدم في إنتاج أو توزيع السلع والخدمات التي تبيعها الشركة، فعلى سبيل المثال إذا اشترت شركة ما بعض المواد الخام من أحد الموردين ودفعت ضريبة القيمة المضافة على الشراء، فإن ضريبة القيمة المضافة المدفوعة تُعتبر ضريبة مدخلات.

مثال على حساب ضريبة القيمة المضافة

إليكَ مثالاً على كيفية تطبيق قانون ضريبة القيمة المضافة على متجر بيع بالتجزئة، على افتراض أن معدل ضريبة القيمة المضافة هو 15%:

لنفترض أن متجراً متخصصاً في بيع الأجهزة الإلكترونية ومسجلاً في ضريبة القيمة المضافة لدى السلطات المعنية، يقوم بشراء البضاعة من أحد الموردين مقابل 5000 ريال ويتقاضى المورد ضريبة القيمة المضافة بقيمة 750 ريال (15% من سعر الشراء)، ومن ثم يقوم المتجر ببيع الأجهزة الإلكترونية للعملاء مقابل 7000 ريال ويتقاضى عليها ضريبة القيمة المضافة بمقدار 1050 ريال (15% من سعر البيع).

بناءً على ذلك فإن ضريبة المدخلات تساوي 750 ريال، وهي عبارة عن ضريبة القيمة المضافة التي يَدفعها المتجر عند شرائه للأجهزة الإلكترونية من المورد، بينما تبلغ ضريبة المخرجات 1050 ريال، وهي ضريبة القيمة المضافة التي يجنيها المتجر من عملائه من مبيعات الأجهزة الإلكترونية. وباستخدام القانون:

ضريبة القيمة المضافة =ضريبة المخرجات - ضريبة المدخلات

وبهذا فإن على المتجر أن يدفع مبلغاً قدره 300 ريال للحكومة كصافي ضريبة القيمة المضافة المستحقة.

يمكن حساب صافي ضريبة القيمة المضافة على النحو التالي:

ما هي أهمية ضريبة القيمة المضافة؟

تُعد ضريبة القيمة المضافة مصدر دخل أساسي يسهم في تعزيز ميزانيات الدول، وإلى جانب ذلك بإمكاننا ذِكر النقاط الآتية كفوائد ومزايا لها:

• تساعد ضريبة القيمة المضافة على تحقيق الاستقرار الاقتصادي للدول والحكومات، وذلك لأن مقدار ما ستحصل عليه يمكن التنبؤ به بشكل مسبق.
• تساعد ضريبة القيمة المضافة على تعزيز العدالة في النظام الضريبي، إذ يَدفعها جميع المستهلكين في النهاية من دون وضع العبء على مجموعة معينة من الأشخاص.
• تعزز ضريبة القيمة المضافة مبدأ الشفافية في سلسلة التوريد، حيث يتم تسجيل كل معاملة والإبلاغ عنها، مما يسهل تتبعها ومراقبتها.
• تُحفز ضريبة القيمة المضافة الشركات والمؤسسات على أن تكون أكثر كفاءة وابتكاراً، حيث يمكنها المطالبة باسترداد ضريبة القيمة المضافة التي دفعتها على مدخلاتها، مما يشجعهم على تحسين عملياتهم التشغيلية وتقليل التكاليف، الأمر الذي يعود بالنفع على كلٍ من الشركات والمستهلكين في النهاية.
• يمكن استخدامها للتأثير بشكل إيجابي على سلوك المستهلك من خلال تحديد معدلات مختلفة للسلع والخدمات المختلفة، كقطاع الأغذية والتأمين الصحي لجعلها في متناول المستهلكين.

اقرأ أيضاً: الرقم الضريبي في السعودية: تعريفه وأهمية وكيفية الحصول عليه.

عيوب ضريبة القيمة المضافة

من ناحية أخرى فإن هناك بعض العيوب أو القيود التي تفرضها ضريبة القيمة المضافة، ومن أبرزها:

• تزيد ضريبة القيمة المضافة من تكلفة السلع والخدمات المقدمة للمستهلكين، وهو ما قد يكون مرهقاً للأفراد والأسر ذات الدخل المنخفض بشكل خاص.
• تخلق ضريبة القيمة المضافة فرصاً عديدة للاحتيال، حيث يُمكن للشركات المطالبة بها بشكل خاطئ أو عدم الإبلاغ عن مبيعاتها لتقليل التزامها الضريبي. وهو ما يؤدي إلى خسارة الحكومات للإيرادات.
• تَجد الشركات الصغيرة صعوبة في الامتثال للوائح ضريبة القيمة المضافة، إذ قد لا تمتلك تلك الشركات الموارد أو الخبرة الكافية لإدارة المتطلبات الإدارية وإعداد التقارير.
• قد يكون نظام ضريبة القيمة المضافة معقداً بعض الشيء، وخاصة مع سُلمٍ مختلف لمعدلات الإعفاءات المختلفة بحسب السلع والبضائع، وخاصة من دولة إلى أخرى.
• يمكن لضريبة القيمة المضافة الضغط على الأسعار وزيادتها مما يؤدي إلى التضخم.

الأسئلة الأكثر شيوعاً عن ضريبة القيمة المضافة

متى يُمكن المطالبة باسترداد ضريبة القيمة المضافة؟

يمكن ذلك عندما تدفع الشركة ضريبة القيمة المضافة على مشترياتها (ضريبة المدخلات) التي تتجاوز ضريبة القيمة المضافة التي فرضتها وجمعها من عملائها (ضريبة المخرجات)، وعندها يمكن المطالبة بضريبة القيمة المضافة الزائدة المدفوعة من السلطات الضريبية.

من هم المعفيون من ضريبة القيمة المضافة؟

تختلف إعفاءات ضريبة القيمة المضافة بحسب البلد أو المنطقة التي يتم فرضها فيها، ولكن وبشكل عام قد يتم إعفاء أنواع معينة من السلع والخدمات أو المنظمات أو الأفراد، مثل الغذاء والدواء والأسر منخفضة الدخل، والجمعيات الخيرية، والبعثات الدبلوماسية، والمنظمات التعليمية، والجهات الحكومية.

كيف يمكنك حساب ضريبة القيمة المضافة بسهولة

ختاماً

أصبحتَ تعرف معنى ضريبة القيمة المضافة الآن، وأهميتها بالنسبة للدول كمصدرٍ من مصادر الدخل الرئيسية، إلى جانب طريقة حسابها بصيغة رياضية واضحة، فذلك أمرٌ مهم بالنسبة للشركات الحريصة على إبقاء وضعها القانوني سليماً مع السلطات الضريبية.