لأصحاب الأعمال

كيف تبني شراكات عمل ناجحة في 7 خطوات

كيف تبني شراكات عمل ناجحة في 7 خطوات

تتضمن شراكات العمل أنواعاً وأشكالاً مختلفة، فقد تكون عبارة عن عقود طويلة الأجل أو مشروعات قصيرة الأجل، وفي جميع الحالات فإن من مصلحة جميع الأطراف إنجاح هذه الشراكة لتحقيق المزيد من الأرباح، ولدينا 7 نصائح مهمة تساعدك في ذلك، لمعرفتها تابع القراءة.

1. ابدأ بوضع رؤية ورسالة مشتركة

الخطوة الأولى والأهم هي اتفاق كلا الشريكين (أو أكثر) على تحديد رؤية المشروع الأولية ورسالته، مع الأخذ بعين الاعتبار بأن:

  • ستكون مهمة تحديد الرؤية والرسالة أكثر صعوبة إذا كان الشركاء يفكرون بطرق مختلفة ودون انسجام.
  • يُمكن أن يكون لكل شريك أهدافه المختلفة من المشروع، ولكن يجب وضع أهداف مشتركة وشاملة للمشروع قبل البدء.

ولنأخذ مثالاً لتوضيح ذلك، درسَ عبدالله وسامي حاجة السوق ومتطلباته ومن ثم قررا العمل معاً على افتتاح مطعم وأكاديمية للطهي، بالاتفاق على التفاصيل الآتية:

عَمِلَ عبد الله كمقاول تجاري سابقاً ولديه خبرة في مجال إنشاء المطاعم ومتعهدي تقديم الطعام. كان سامي يدير مدرسة للطهي ولديه العديد من العلاقات في قطاع الخدمات الغذائية.

وضع عبدالله وسامي الرؤية الأساسية للمشروع كما يلي: منشأة بمساحة 3000 قدم مربع، مع ثلاث فترات عمل، ومطبخ اختبار تجريبي لمدرسة الطهي، وتوقيع عقود عمل مع خبراء وعملاء متخصصين في المجال على المدى الطويل.

نقاط رئيسية هامة

  • خذ الوقت الكافي للتحدث مع شركائك عن رؤية ورسالة الشركة.
  • حدد السبب الذي يجعل كل شريك متحمس للعمل.
  • ضع هدفاً واضحاً لعملك وحدد مميزات العمل المثالي.
  • اكتب رؤيتك ورسالتك الموحدة واستخدمها كدليل مرجعي لأيٍ من القرارات أو الإجراءات المستقبلية.

2. التأكد من توافق متطلبات وتوقعات العمل بين الشركاء

من الطبيعي تماماً أن تختلف دوافع الشراكة لكل عضو في الشركة، فهناك من يبحث عن جمع المال، وآخر يريد أن يتعلم ويمتلك المعرفة عن مجال العمل، وثالث مهتم بتكوين علاقات واتصالات وغيرها.

ومهما اختلفت تلك الدوافع فإن على الشركاء الجلوس قبل الالتزام القانوني بالشراكة، وإجراء محادثة مطولة، يُعبر فيها كل منهم عن أفكاره وتوقعاته وأهدافه، ومن ثم وضع خطة تتناسب وتلك الدوافع بحيث تتميز بالمرونة وإمكانية التعديل عليها بسهولة، إذ إن الاحتياجات والظروف قد تتغير مع الوقت.

ولتوضيح أهمية ذلك افترض أن فاطمة وعبيدة قد أسسا مشروع بيع بالجملة، ولقد بدا واضحاً أن المشروع يعاني من بعض الجوانب، ومما زاد الأمر سوءًا هو مرض عبيدة واضطراره للتغيب عن العمل لفترة من الوقت، وهو ما أجبر فاطمة على إدارة العمل بنفسها بالكامل والقيام بدور عبيدة في غيابه.

وبعد أن تعافى عبيدة قرر العودة للعمل بهمة ونشاط كبيرين، إلا إن فاطمة لم تقابل ذلك الحماس بشكلٍ مشابه، وهو ما أشعر كليهما بالإحباط وخيبة الأمل إذ لم يجلسا مسبقاً عند عقد الشراكة للحديث عن التوقعات والاحتياجات الأساسية وطريقة التعامل معها، ولم يحسبا حساب هذا الأمر مما أدى إلى تولد شعورٍ سلبي لدى كليهما.

نقاط رئيسية هامة:

  • اكتشف ما يتوقعه شريكك منك في الشراكة، وشاركه بتوقعاتك الخاصة.
  • ضع إستراتيجية مرنة في العمل تتلاءم مع تغير اهتماماتك أو ظروفك الشخصية أو ظروف العمل بحيث يمكنك تعديل توقعاتك بناءً على ذلك.

3. التعرف على نقاط القوة لدى كل شريك والاستفادة منها

في بعض الأحيان قد يتم إهمال المزايا الخاصة بكل شريك والتركيز على الصفات الأساسية الواضحة في شخصيته، في حين أن تلك الميزات الخاصة تُعد بمثابة نقاط قوة يُمكن استغلالها بطرق مختلفة مثل زيادة الأرباح، النجاح والإخلاص في العمل، التأثير الإيجابي على القيادة على المدى الطويل وغيرها.

فعلى سبيل المثال، تمكن أحمد وحسن من تحقيق الاستقرار في شراكتهما في مطعم ما، بحيث كان أحمد مسؤولاً عن المطبخ، بينما أشرف حسن على بقية المهام والأعمال، عندما اكتشف حسن بمساعدة شخص ما أن أحد نقاط القوة الرئيسية لديه هي اهتمامه بالفنون.

ففكر بدمج تلك المهارة مع عمله في المطعم من خلال تحويله إلى معرض، يجمع بين الأطباق الشهية واللوحات الجميلة، بحيث أصبح المطعم أحد الأماكن المدرجة في قائمة الوِجهات المنصوح بها لمحبي الفنون ورواده، إلى جانب تقديم وجبات تحاكي أشكال الفنون الإبداعية، وهو ما أدى إلى زيادة معدل المبيعات بنسبة 35% في الشهر الأول، و 25% في الشهر الثاني.

نقاط رئيسية هامة:

  • إظهار الصفات الفريدة لكل شريك تزيد من الحماسة في العمل وتضاعف فرص النجاح على المدى الطويل.
  • اكتب نقاط قوتك الخاصة واطلب من شريكك أن يفعل الشيء نفسه، ثم تشاركاها معاً.
  • بعد ذلك قم بإجراء مناقشة جماعية حول كيفية الاستفادة من تلك الصفات في العمل.

4. وضع استراتيجيات مُسبقة لمعالجة القيود المُستجدة في الشراكة

تسعى الكثير من الشركات لتوفير المال في أعمالها التجارية، إلا أن افتقار الشركاء إلى مهارات الإدارة وشغف العمل أو الخبرة ربما؛ قد يؤدي إلى تراكم المشاكل الصغيرة وإفلاس الشركة لاحقاً، وهو ما يبين أهمية وضع استراتيجيات عمل مُسبقة تتضمن كافة المحاور الرئيسية مثل إدارة العمليات التشغيلية، وإنشاء المنتجات أو تقديم الخدمات، وإدارة الأمور المالية والإدارية، والتسويق والمبيعات وغيرها.

إذ إن من الذكاء المسارعة في فهم القيود والمشاكل المستجدة في العمل ووضع إستراتيجية تعامل مناسبة لها، لمنع خروجها عن السيطرة.

ولمعرفة مدى تأثير ذلك على العمل خذ المثال الآتي، افتتحت أميرة وعائشة منتجعاً صحياً لبيع المواد العضوية على وجه الخصوص، بالإضافة إلى تقديم استشارات ونصائح خاصة للعملاء الذين يرغبون بذلك، ولقد كانت الأمور تسير على نحو جيد في البداية، إلا إن كلتيهما -أميرة وعائشة- لم تكونا تمتلكان فكرةً عن كيفية إدارة التدفق النقدي.

وسرعان ما ظهرت مشكلة توفير السيولة، وهو ما أدى إلى تزايد ديون الشركة شيئاً فشيئاً، فما الحل؟، احتاجت أميرة وعائشة إلى تدخلٍ سريع من شخص خبير في إدارة الأعمال والأمور المالية، الذي قدم لهما نصيحة بتعيين مدير أعمال للمساعدة في تحسين نقاط الضعف وتطويرها.

نقاط رئيسية هامة:

  • توقع بشكل مسبق المجالات التي قد تواجهك صعوبات عمل فيها، إذ عليكَ حينها الاستعانة بالمساعدة للتمكن من معالجتها.
  • إذا لم تتمكن من تغطية ثمن الحل، فأعد النظر في المشكلة ككل.
  • تتطلب تلك المشاكل والقيود توقف العمل من أجل إيجاد حلول لها، وتؤدي تلك الوقفات الزمنية إلى بعض الخسارة في عملك بشكل عام، لذلك فإن من الأفضل تجنب حدوثها من البداية.

إقرأ المزيد حول طرق استخدام تقنية ChatGPT في الأعمال التجارية.

5. وضع أهداف تجارية وأخرى شخصية

تُعد أفضل طريقة لمقاربة الأهداف بين الشركاء من خلال البدء بوضع أهداف الشركة ومن ثم وضع كل شريك لأهدافه الشخصية، بحيث تكمل بعضها البعض، وبالتالي يستطيع الشركاء قياس التوقعات ودعمها بالأهداف.

أضف إلى ذلك إن كتابة كل شيء هو أمر بالغ الأهمية بالنسبة للشركاء، فعلى سبيل المثال كانت شركة بسمة وتهاني المتخصصة في التسويق تسير على نحوٍ جيد منذ تأسيسها قبل عامين، وذلك على الرغم من وضع الأهداف بشكل شفهي دون تدوينها أو تحديد مسؤولية كل فرد في تحقيقها.

ولاحقاً عند فشل الشركة في تحقيق أهدافها، ألقت كل من بسمة وتهاني اللوم على الأخرى، ولم يكن هنالك مرجع ملموس ومكتوب لمعرفة الشخص المسؤول فعلياً بالطبع.

نقاط رئيسية هامة:

  • راجع وعدل أهداف عملك مع شركائك.
  • اطلب من كل شريك من شركائك وضع أهداف شخصية في مجال اختصاصه بحيث تخدم أهداف الشركة العامة.
  • تأكد من موافقة الجميع على أهدافهم بكتابتها ثم اجمع كافة الأهداف.
  • في حال حدوث مشكلة ما وبمرور الوقت يمكن للجميع معرفة الشخص المسؤول عما حدث.

6. تعامل مع الخلافات بين الشركاء بمهنية وسرعة

ظهور المشاكل والاختلافات بين الشركاء في العمل هو أمر صحي تماماً، بل إنها تُساعد في تطوير الشركاء لأساليب التواصل السليمة فيما بينهم بما يعزز شراكتهم ويقويها، ويجب على الجميع التعبير عن أفكاره بحرية وعدم السماح للمشاعر السلبية بالتطور والنمو مع الوقت.

ناقش شريكك دوماً بقضايا العمل وشؤونه أولاً بأول. لم تعمل رقية بتلك القاعدة للأسف، فعلى الرغم من شراكتها مع أحلام بمتجر بيع ملابس بالتجزئة إلا إنها أهملت العمل بسبب بعض المشاكل الشخصية التي واجهتها، ولم تكن صريحة وواضحة مع أحلام تاركةً جميع أعباء العمل عليها.

وبدورها فإن أحلام لم تتعامل مع المشكلة بشكلٍ مهني أيضاً، إذ أطلقت بعض التلميحات والكلمات غير المباشرة التي تنتقد أسلوب رقية وطريقة إدارتها للعمل، بدل أن تحاول التحدث معها والاستعانة بشخص ما في تلك الفترة، وهو ما أدى في النهاية إلى تدهور العمل وفض الشراكة بينهما.

نقاط رئيسية هامة:

  • التواصل بين الشركاء أمر أساسي لنجاح العمل.
  • قد يجد بعض الشركاء صعوبة في التواصل فيما بينهم، خاصة إذا كانت العلاقة طويلة الأمد ومتوترة بعض الشيء.
  • من الجيد تخصيص وقت لتناول الشركاء معاً لوجبة الطعام مرة واحدة في الأسبوع، أو مرة واحدة في الشهر على الأقل، بحيث يسمح ذلك لجميع الأطراف بالتواصل مع بعضهم والتعبير عن تطلعاتهم وأفكارهم.
  • كُن متفائلاً أثناء مناقشة أهدافك الخاصة بالعمل، وقدم خطتك المقترحة للتغيير واستقبل كل آراء الشركاء الآخرين بصدر رحب وعقل متفتح.

7. تحديد مسؤوليات كل شريك والوقت اللازم لإنجازها

واحدة من أهم الخطوط العريضة التي يجب تحديدها وكتابتها عند الاتفاق على الشراكة هي وضع المسميات الوظيفية لكل شخص والمسؤوليات المطلوبة منه، والوقت المحدد للانتهاء من العمل عليها.

ولا يجب أن يُترك الأمر لمخيلة ورغبة كل شريك ليضع المهام التي يريد وينجزها وقتما يريد، إذ إن واحدة من أهم أسباب فشل الشراكات والشعور بالخيبة والغضب هي عدم الوضوح في مهام العمل.

ربما نتعلم الدرس من ياسمين، التي دخلت في شراكة مع حازم في مشروع ما، وكانت ترى ضمنياً بأنها المسؤولة عن المبيعات في الشركة على الرغم من عدم مناقشة ذلك بينهما بشكل واضح، أو كتابته خطياً، ولهذا كانت ياسمين تنتظر من حازم المساهمة في زيادة المبيعات ورفع الإيرادات معها.

ولكنها علمت لاحقاً أن حازم مشغول بإدارة بعض الأعمال الشخصية لصالحه خلال ساعات العمل الاعتيادية، لكن حازم لم يشعر بالتقصير فمن وجهة نظره فإن مهمة المبيعات موكلة لياسمين وهو عليه مهام أخرى، والسبب الرئيسي في هذه المشكلة هي عدم الوضوح وتدوين المهام والمسؤوليات لكل منهما بشكل مسبق.

نقاط رئيسية هامة:

  • حدد مسؤولياتك بالتفصيل وشجع شريكك على فعل الأمر نفسه، إذ يتيح ذلك لكما مساءلة بعضكما البعض عن نشاطات الشركة.
  • قم بالاستعانة بشخص متخصص للقيام بالواجبات غير المنتهية في العمل.
  • الهدف من ذلك هو التأكد من أن كل مهمة قد أُنجزت بالفعل من قِبل الشخص الذي أُسندت إليه.

ختاماً

تَهدف هذه النصائح السبعة لمساعدتك على تكوين علاقة قوية مع شريكك، وتأسيس عمل ناجح ومثمر على المدى البعيد. وتستطيع الاستعانة بشريك آخر موثوق، يعمل على أداء المهام والمسؤوليات المطلوبة منه بكفاءة وسرعة، ألا وهو برامج المحاسبة المتقدم وافِق - جربه الآن.