لأصحاب الأعمال

اثنان من أهم أسرار النجاح في التجارة الإلكترونية

أثرت الأزمة الاقتصادية العالمية على العديد من المجالات والأنشطة التجارية، وجاء وباء كوفيد-19 وارتفاع أسعار المحروقات ليزيد الأمر سوءًا، وهو ما جعل الكثير من أصحاب الأعمال يتجهون إلى التجارة الإلكترونية، التي صمدت أمام التحديات الصعبة خلال السنوات الأخيرة الماضية، بل وازدهر الكثير منها بشكل ملحوظ، وفي هذا المقال سنخبرك بالأسرار التي تُمكنك من بناء علامة تجارية ناجحة.

مثال على رائد أعمال في التجارة الإلكترونية

بدأ عبدالله بالعمل كمحلل سياسة عامة في أحد الشركات في عام 2016، ولطالما كان مُحباً لعمله الذي يُمكنه من إصلاح المشكلات والتحديات وتحليل وتقييم البيانات وتقديم توصياته للهيئات التشريعية المسؤولة، ومن خلال متابعته للسوق انتبه عبدالله وأحد أصدقائه بأن الطلب على الملابس في عام 2017 كان كبيراً وبأسعارٍ منخفضة.

وأدرك عبدالله بأنها فرصة مثالية يجب الاستفادة منها، وذلك على الرغم من خبرته المتواضعة في بيع البضائع والسلع للمستهلكين وإدارة المتاجر الإلكترونية، كما أن نفقات التشغيل رخيصةٌ نسبياً عند مقارنتها بالمتاجر التقليدية، ولهذا قرر عبدالله أن يخوض التجربة بالفعل على أن يكون حذراً وذكياً في كل ريال ينفقه وخاصة أن الميزانية التي وضعها للمشروع محدودة للغاية.

أهم أسرار التجارة الإلكترونية

على الرغم من سهولة إنشاء متجر إلكتروني وحاجته لرأس مال أقل، إلا أن رجل الأعمال الذكي هو من يُدرك العناصر الرئيسية اللازمة لإنشاء علامة تجارية ناجحة، وفيما يلي سنُخبرك بأهم سرين من أسرار التجارة الإلكترونية:

1. حدد هدفك:

اطرح على نفسك هذا السؤال قبل البدء في العمل: ما المشكلة التي أريد معالجتها؟ وما مدى تأثيرها على قطاع الأعمال؟ وهل ستُهم الآخرين وتلقى استحسانهم؟، فعلى سبيل المثال، أدرك مؤسسو شركة وافق حاجة الشركات إلى برامج محاسبة مؤتمتة حديثة تقدم حلولاً ميسورة التكلفة ودقيقة لجميع أنواع الأعمال، فكانت البداية.

2. تميز:

لكي تتمكن من إقناع المستهلكين بما تُقدمه عليكَ أن تتميز، وخاصة إذا كان لديك الكثير من المنافسين في المجال الذي ستُنشىء علامتك التجارية فيه، وهو ما يجعل من أهم مهامك الأولية البحث عن أولئك المنافسين وطبيعة منتجاتهم وأماكن انتشارهم وأسعارهم … الخ.

وبعد أن تحصل على تلك المعلومات اكتشف طريقة تميزك عن الآخرين، ربما من خلال شكل المنتجات أو الأسعار المُنافِسة أو التصاميم أو التسويق، خذ على سبيل المثال شركة الملابس الشهيرة شي إن والتي نجحت بشكل غير مسبوق لكونها ركزت على تقديم أسعار معقولة وبدائل واسعة عبر المتاجر الإلكترونية.

وبناءً على تلك النصائح، قرر عبدالله وشريكه اخيراً أن يُركزا على منتجٍ واحدٍ ويتخصصا بإنتاجه وهو السراويل، بالإضافة إلى تقليل تكلفته ليتميزا عن آلاف الشركات الأخرى، وحتى الآن يرى عبدالله أن الأمور تسير على ما يرام وذلك على الرغم من أن التجارة الإلكترونية تُشجع أصحاب المشاريع الصغيرة ذات التكلفة القليلة على العمل، لكنها على الصعيد الآخر تسمح بوجود الكثير من المنافسين.

إدارة أفضل لأعمالك

إذا كنت تفكر في الجانب المالي والمحاسبي في مشروعك الجديد؟ فلا تقلق!

ابدأ مع وافق مجاناً لإدارة كل مدخلات أعمالك من مصروفات ومشتريات بالإضافة إلى صرف الرواتب وإدارة المخزون، مع إمكانية إنشاء أكثر من 30 تقريراً مالياً.

أفضل استثمار يمكنك القيام به هو تحسين محركات البحث

تخيل بأن عبدالله قام بكل الأمور الصحيحة لإنشاء متجر إلكتروني لكن ذلك المتجر لم يسمع عنه أحد ولم يستطيع أيٌ من المستهلكين الوصول إليه، فبالتأكيد لن يحقق عبدالله وشريكه النجاح الذي يسعيان إليه، وهنا تحديداً تبرز أهمية تحسين محركات البحث.

فلنعد إلى متجر شي إن الشهير قليلاً لنشرح الفكرة بشكل مبسط، فمن المعروف أنها علامة تجارية ناجحة لكن ذلك النجاح لا يعود إلى الأسعار المعقولة أو الخيارات المتعددة وحسب، وإنما إلى اهتمام مؤسسها الخبير الصيني كريس شو بتحسين محرك البحث، مما ساهم في وصول المتجر إلى صفحة البحث بشكل أكبر ورفع جودة حركة المرور.

ففي كل يوم هنالك 9 مليار عملية بحث في جوجل، وينتج عنها الكثير من النتائج إلا أن واحدة فقط هي ما سيتم الضغط عليها وتصفحها، الأمر أشبه بدخولك إلى السوبرماركت ورؤية جميع المنتجات على الرفوف، لكن المهم هو ما سيقع اختيارك عليه وتأخذه إلى الكاشير، وإذا اهتم عبدالله بهذا الأمر فسيظهر متجره الإلكتروني الجديد في إحدى الصفحات الثلاث الأولى في جوجل عند البحث عن "خصومات على الملابس" مثلاً أو عبارة قريبة منها، فأكثر من 70% من عمليات البحث تذهب إلى نتائج البحث العشرة الأولى فقط، فالدرس الذي تعلمناه للتو إذاً هو: إذا لم تكن الأول فأنت الأخير.

استثمر أموالك في إنشاء المحتوى

من المهم أن تواكب التطور وتستثمر أموالك في المكان الصحيح، فبدل أن تضع ميزانية للخبراء والمحللين ممن سيضعون الكثير من الوقت في تحليل شخصية العملاء، قم باستثماره في المصورين أو المؤثرين أو منشئي المحتوى.

ركز على ما سيساعدك في خلق صورة جذابة لمتجرك الإلكتروني وإيصاله إلى الجمهور بأبسط الطرق وأكثرها إصابة للهدف، فلقد أفادت الإحصائيات بأن غالبية العملاء يقررون ما إذا كانوا سيشترون هذا المنتج أو لا خلال 10 ثوانٍ فقط، ولا تكون تلك القرارات مدروسة في معظم الحالات، فغالباً ما تساهم الصور والمؤثرات والانطباعات الأولى في جذب العملاء وحثهم على الشراء.

كيف تحافظ على تحسين محركات البحث؟ وما أهميتها؟

الآن وقد نجحت في عملية البيع الأولى وقام العميل بشراء أحد المنتجات من موقعك الإلكتروني، هل تعتقد أن هذا كافٍ؟، بالطبع لا، إذ قد تساعدك محركات البحث والمحتوى الجيد والأسعار المناسبة على جذب العملاء لكنه ليس كافياً ليعودوا من جديد ويقوموا بعملية شراء ثانية.

فوفقاً للتقرير السنوي لمنصة Yotpo حول الولاء للعلامات التجارية، فإن الجودة والسعر ليسا المعيارين الأساسيين لكسب ولاء العميل، إذ يجب على الأقل القيام بخمس عمليات شراء ليكونوا كذلك، ولكي يتمكن عبدالله من تحقيق ذلك عليه التفكير ببناء الثقة مع المستهلكين والاهتمام بخدمة دعم العملاء والتعامل مع ملاحظاتهم بجدية وتسهيل عملية التسوق قدر الإمكان ومراقبة أوقات الشحن، فليس المهم أن تتمكن من تحقيق النجاح لفترة ما، المهم أن تستمر في ذلك على المدى الطويل.

ختاماً

يعتمد النجاح في التجارة الإلكترونية على عنصرين أساسيين وهما تحديد الأهداف قبل البدء، والسعي إلى التميز من خلال طرق عديدة أهمها التسويق الذكي، فذلك سيُسهل على أصحاب المشاريع الصغيرة حل المشكلات التي تواجههم بشكل أفضل.

كما يجب أن يكون تحسين محركات البحث وإنشاء المحتوى واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي على قائمة أولويات الجميع، لما لها من تأثير ومقدرة على إطلاق الأعمال التجارية على نطاق أوسع، وتحقيقها للنجاح على المدى الطويل.

وإذا كنت تريد معرفة كيفية الحصول على التمويل، فراجع إحدى مقالاتنا في وافق حول الميزانية العمومية والمحاسبة وبيان الدخل وغيرها.