أساسيات المحاسبة

كيفية تسجيل الخصم المكتسب في المحاسبة

آخر تحديث الاثنين، ٢٩ سبتمبر ٢٠٢٥

كيف يمكن أن يجعل دفع مستحقاتك للمورد مبكرًا أعمالك أكثر ربحية؟ يبرز هنا مفهوم الخصم المكتسب في المحاسبة، فهذا النوع من الخصومات لا يقتصر على مجرد توفير مبالغ بسيطة، بل يُعد مؤشرًا على إدارة مالية ذكية تنعكس على التدفقات النقدية والمصروفات وربحية الشركة، والتسجيل الصحيح لهذه الخصومات في الدفاتر المحاسبية قد يُحدث فرقًا جوهريًا في دقة القوائم المالية. في هذا المقال، سنتناول ما هو الخصم المكتسب وأهميته، وكيفية معالجته محاسبيًا، مع أمثلة عملية وتوضيحات تساعدك على فهمه وتطبيقه باحترافية.

ما هو الخصم المكتسب؟

الخصم المكتسب هو تخفيض في المبلغ المستحق دفعه للمورد عندما يلتزم المشتري بشروط محددة، غالبًا ما تكون مرتبطة بالسداد المبكر للفواتير. بمعنى آخر، إذا قامت الشركة بسداد مستحقاتها قبل تاريخ الاستحقاق المحدد في الفاتورة، فإنها قد تحصل على خصم مالي. ويُسمى هذا الخصم بالمكتسب لأن المشتري قد التزم فعليًا بالشروط المتفق عليها، عادةً عبر السداد المبكر.

مثال:

إذا نصت الفاتورة على “%2/10، صافي 30”، فهذا يعني أن المشتري يحق له الحصول على خصم بنسبة 2% إذا تم السداد خلال 10 أيام.

أما إذا تم السداد بعد 10 أيام وحتى 30 يومًا، فيلزم دفع كامل مبلغ الفاتورة دون أي خصم، وفي حالة الاستفادة من نسبة الـ 2%، فإن هذا يُعرف بـ الخصم المكتسب.

من المهم التمييز بين الخصومات المكتسبة والخصومات التجارية. فالخصومات التجارية هي تخفيضات على السعر المعلن تُمنح مقدمًا وغالبًا لا تُسجَّل بشكل منفصل في الدفاتر المحاسبية، بينما الخصومات المكتسبة مرتبطة مباشرة بسلوك السداد ويجب تسجيلها بدقة في النظام المحاسبي.

من الناحية المحاسبية، تُعتبر الخصومات المكتسبة عادةً تخفيضًا في تكلفة المشتريات (من منظور المشتري) أو تخفيضًا في الإيرادات (من منظور البائع) وبالتالي فهي عنصر أساسي لضمان دقة الاعتراف بالمصروفات والتقارير المالية.

كيف تساعد الخصومات المكتسبة في تحسين التدفقات النقدية والربحية؟

الخصومات المكتسبة ليست مجرد توفيرات بسيطة على الفواتير، بل تحمل أهمية مالية واستراتيجية أوسع للشركات، فالاستفادة الصحيحة منها تساهم في تحسين الصحة المالية للشركة، وتعزيز علاقاتها مع الموردين، وتعكس سمعة إيجابية في الانضباط المالي. فيما يلي أبرز الأسباب التي تجعل الخصم المكتسب أمرًا بالغ الأهمية:

  • تحسين التدفقات النقدية دفع المستحقات مبكرًا للاستفادة من الخصومات المكتسبة يؤدي إلى خفض التكاليف الإجمالية، حتى خصم بسيط بنسبة 2% على المشتريات الدورية قد يتراكم ليحقق وفورات كبيرة سنويًا، مما يتيح توجيه الموارد نحو النمو أو الاستثمار.
  • زيادة الربحية من خلال خفض تكلفة البضائع المشتراة، تسهم الخصومات المكتسبة مباشرةً في رفع هامش الربح الإجمالي، وتزداد أهمية ذلك في القطاعات ذات المنافسة العالية وهوامش الربح الضيقة.
  • تعزيز العلاقات مع الموردين تُظهر الاستفادة المستمرة من خصومات السداد المبكر للموردين موثوقية وجدّية العميل، ما يؤدي غالبًا إلى تقوية العلاقة التجارية، والحصول على معاملة تفضيلية أو شروط أفضل في المستقبل.
  • الكفاءة المالية والانضباط تسجيل الخصومات المكتسبة ومتابعتها يعكس وجود ضوابط داخلية قوية وممارسات فعالة لإدارة النقد، وهو دليل على أن الشركة لا تكتفي بتقليل التكاليف، بل تدير رأس المال العامل بذكاء.
  • ميزة تنافسية الشركات التي تدير الخصومات المكتسبة بفعالية يمكنها تسعير منتجاتها أو خدماتها بشكل أكثر تنافسية بفضل انخفاض تكاليفها، مما يمنحها ميزة على المنافسين الذين لا يستفيدون من هذه الفرص.

كيفية تسجيل الخصومات المكتسبة في القيود المحاسبية اليومية [مع مثال عملي]

من منظور محاسبي، يجب تسجيل الخصومات المكتسبة بدقة لضمان صحة تقارير المصروفات والإيرادات، وتوجد طريقتان شائعتان لمعالجتها محاسبيًا وهما؛ الطريقة الإجمالية والطريقة الصافية.

1. الطريقة الإجمالية

في هذه الطريقة، يتم تسجيل المشتريات أولًا بالقيمة الكاملة للفاتورة، وإذا قامت الشركة بالسداد المبكر واستفادت من الخصم، يتم الاعتراف بالخصم المكتسب عند الدفع.

مثال:

اشترت شركة بضائع بقيمة 10,000 ريال سعودي على الحساب.

الشروط: “%2/10، صافي 30” (خصم 2% عند الدفع خلال 10 أيام) وقامت الشركة بالدفع خلال فترة الخصم.

قيود اليومية عند الشراء:

مدين دائن

المشتريات (المخزون) 10,000

الدائنون 10,000

قيود اليومية عند السداد خلال فترة الخصم:

مدين دائن

الدائنون 10,000

النقدية 9,800

خصم مكتسب 200

  • يمثل مبلغ 200 ريال الخصم المكتسب ويُسجل كتخفيض في تكلفة المشتريات.

2. الطريقة الصافية

في هذه الطريقة، يتم تسجيل المشتريات مباشرةً بالقيمة الصافية (على افتراض الاستفادة من الخصم). وإذا لم يتم السداد ضمن فترة الخصم، يُسجل الخصم المفقود كمصروف.

مثال:

باستخدام نفس العملية أعلاه (10,000 ريال، %2/10، صافي 30).

قيود اليومية (على افتراض الاستفادة من الخصم) عند الشراء:

مدين دائن

المشتريات (المخزون) 9,800

الدائنون 9,800

قيود اليومية عند السداد خلال فترة الخصم:

مدين دائن

الدائنون 9,800

النقدية 9,800

في حال عدم الاستفادة من الخصم والسداد بعد فترة الخصم:

مدين دائن

الدائنون 9,800

خصم ضائع 200

النقدية 10,000

  • ويُعتبر الخصم الضائع بمثابة تكلفة تمويلية، مما يُظهر ضعفًا في إدارة النقد.

ملاحظة هامة:

كلا الطريقتين مقبولتان محاسبيًا، إلا أن الطريقة الإجمالية أكثر شيوعًا لأنها أكثر مرونة وتعكس الخصومات فقط عند تحقيقها فعليًا.

مقارنة بين الطريقة الإجمالية والطريقة الصافية في تسجيل الخصومات المكتسبة

كثيرًا ما يناقش المحاسبون أيهما أدق في تسجيل العمليات المالية؛ الطريقة الإجمالية أم الطريقة الصافية. لكل طريقة مزايا وقيود، ويعتمد اختيار الأنسب عادةً على سياسات الشركة المحاسبية ومتطلبات التقارير والرقابة الداخلية. يوضح الجدول التالي أهم الفروقات بين الطريقتين:

الطريقة الإجمالية والطريقة الصافية في الخصومات المكتسبة


تأثير الخصومات المكتسبة على القوائم المالية

لا تقتصر الخصومات المكتسبة على خفض التكاليف فقط، بل تؤثر أيضًا على كيفية عرض الأداء والمركز المالي في القوائم. يضمن فهم هذا التأثير دقة التقارير المالية والامتثال للمعايير المحاسبية.

  • قائمة الدخل يتم تسجيل الخصومات المكتسبة عادةً كتخفيض في تكلفة المشتريات أو تكلفة البضائع المباعة (COGS)، مما يؤدي إلى خفض المصروفات وزيادة مجمل الربح. أما بالنسبة للبائع، فإن منح الخصومات المكتسبة يقلل من الإيرادات المسجلة، لكنه يساهم في تسريع التدفقات النقدية الداخلة.
  • الميزانية العمومية من جانب المشتري، عند الاستفادة من الخصم المكتسب، ينخفض رصيد الالتزامات (الدائنون) لأن الشركة تدفع أقل من المبلغ الأصلي للفاتورة، بالتالي يعزز المركز المالي من خلال تقليل الالتزامات قصيرة الأجل. أما بالنسبة للبائع، فينخفض رصيد المدينون (الحسابات المدينة) بمقدار الخصم الممنوح، مما يعكس التدفق النقدي المتوقع الأقل.
  • قائمة التدفقات النقدية بالنسبة للمشتري، الاستفادة من الخصومات المكتسبة تؤدي إلى خفض التدفقات النقدية الخارجة، مما يحسن التدفقات النقدية التشغيلية، وبالتالي يوفر سيولة إضافية يمكن إعادة استثمارها أو استخدامها في سداد التزامات أخرى. أما بالنسبة للبائع، فإن منح الخصومات المكتسبة يؤدي إلى تسريع التدفقات النقدية الداخلة، حتى وإن كان المبلغ المحصل أقل قليلًا.

أخطاء محاسبية شائعة في تسجيل الخصومات المكتسبة

على الرغم من أن مفهوم الخصومات المكتسبة بسيط، إلا أن العديد من الشركات تقع في أخطاء عند تسجيلها في أنظمتها المحاسبية. قد تشوه هذه الأخطاء القوائم المالية وتُظهر أداءً ماليًا غير دقيق. ومن أبرز هذه الأخطاء:

  • تسجيل الخصومات كإيراد بعض الشركات تُخطئ بتسجيل الخصومات المكتسبة كدخل إضافي. في الحقيقة، تُعتبر هذه الخصومات تخفيضًا في المصروفات (بالنسبة للمشتري) أو تخفيضًا في الإيرادات (بالنسبة للبائع)، وليست مصدر دخل مستقل.
  • الخلط بين طرق التسجيل تقوم بعض الشركات بالخلط بين الطريقة الإجمالية والطريقة الصافية، مما يؤدي إلى تقارير مالية غير متسقة. لكل طريقة منطقها المحاسبي الخاص، والتبديل بينهما دون سياسة واضحة يسبب ارتباكًا في التقارير.
  • أخطاء التوقيت من الأخطاء الشائعة تسجيل الخصم في وقت غير صحيح، مثل الاعتراف به قبل إتمام الدفع، مما يسبب فروقات في أرصدة الحسابات الدائنة أو المدينة، لذلك يجب تسجيل الخصم فقط عند استيفاء الشروط (مثل السداد المبكر).
  • إغفال الخصومات في المحاسبة على أساس الاستحقاق بعض الشركات لا تسجل الخصومات المكتسبة ولكن غير المعترف بها بعد في تاريخ إعداد التقارير، مما يؤدي إلى تقليل المصروفات وإظهار التزامات أعلى من الواقع.
  • عدم المطابقة مع كشوف الموردين في حال عدم متابعة الخصومات المكتسبة ومطابقتها مع كشوف الموردين، قد تفقد الشركات خصومات مستحقة لها، أو تُنشئ فروقات قد تؤدي إلى خلافات مع الموردين.

كيف يسهّل وافِق معالجة الخصومات المكتسبة محاسبيًا؟

قد تستغرق إدارة الخصومات المكتسبة يدويًا وقتًا طويلًا وتكون عرضة للأخطاء، خاصةً عند التعامل مع عدد كبير من الفواتير. يوفّر برنامج وافِق المحاسبي أتمتة كاملة لعملية تسجيل خصومات المشتريات، مع تطبيق القيود الصحيحة وضمان الالتزام بمعايير IFRS والأنظمة المحلية في السعودية ومنطقة الخليج. من خلال وافِق تستطيع الشركات:

  • التعرف التلقائي على شروط الموردين وتطبيق الخصومات المكتسبة عند السداد في المدة المحددة.
  • إنشاء قيود يومية دقيقة للخصومات المكتسبة بشكل تلقائي، دون أخطاء يدوية.
  • متابعة التدفقات النقدية عبر تنبيهات مواعيد السداد للاستفادة القصوى من الخصومات.
  • الامتثال المحلي من خلال تسجيلات متوافقة مع متطلبات هيئة الزكاة والضريبة والجمارك السعودية (ZATCA) ومعايير IFRS.
  • إظهار الخصومات المكتسبة بوضوح في التقارير المالية لدعم القرارات الاستراتيجية.
  • دعم الشركات متعددة الفروع مع تطبيق الخصومات المكتسبة بشكل متسق في جميع الكيانات.

تعرّف على كيفية إضافة خصم على إجمالي الفاتورة في وافِق:

اقرأ أيضًا: حساب الخصم: دليل شامل لفهم كيفية حساب الخصومات.

قد تبدو الخصومات المكتسبة نسبًا بسيطة، لكنها تُحدث أثرًا ملموسًا على ربحية الشركة وتدفقاتها النقدية وتقاريرها المالية. سواء تم تسجيلها بالطريقة الإجمالية أو الصافية، فإن الاتساق والوضوح في المعالجة المحاسبية يظلان أمرين أساسيين. ومن خلال فهم قيود هذه الخصومات وتأثيرها على قائمة الدخل والميزانية العمومية، يستطيع المتخصصون الماليون اتخاذ قرارات أفضل وضمان الالتزام بالمعايير المحاسبية.

الأسئلة المتداولة حول الخصومات المكتسبة في المحاسبة

ما هو الخصم المكتسب في المحاسبة؟

الخصم المكتسب هو الفائدة المالية التي يحصل عليها المشتري عند سداد مستحقات المورد خلال فترة الخصم المحددة. يؤدي ذلك إلى خفض المدفوعات النقدية ويُسجل كإيراد أو كخفض في تكلفة المشتريات، حسب السياسة المحاسبية.

كيف يتم تسجيل الخصم المكتسب في قيود اليومية؟

في الطريقة الإجمالية، تُسجل المشتريات بالقيمة الكاملة، ويُسجل الخصم المكتسب كقيد منفصل عند الاستفادة منه. أما في الطريقة الصافية، فتُسجل المشتريات بالصافي منذ البداية، ويتم إجراء قيد إضافي في حالة فقدان الخصم.

هل يُعتبر الخصم المكتسب إيرادًا أم مصروفًا؟

الخصومات المكتسبة تُعتبر عادةً إيرادًا لأنها تقلل من تكلفة البضائع المشتراة. وفي التطبيق العملي، قد تُعرض كـ “إيرادات أخرى” أو تُخصم مباشرة من تكلفة المشتريات، وفقًا للسياسة المحاسبية للشركة.

ما الفرق بين الخصم المكتسب والخصم التجاري؟

الخصم التجاري هو تخفيض يُمنح في السعر عند البيع ولا يُسجل في الدفاتر بل يظهر في الفاتورة مباشرة. أما الخصم المكتسب (أو خصم السداد النقدي) فيُسجل محاسبيًا فقط عند السداد خلال فترة الخصم.

كيف يؤثر الخصم المكتسب على قائمة الدخل؟

الخصم المكتسب يقلل من إجمالي تكلفة المشتريات، مما يؤدي إلى خفض تكلفة البضاعة المباعة (COGS)، وبالتالي زيادة مجمل الربح. وإذا تم تسجيله كـ “إيرادات أخرى”، فإنه يعزز صافي الربح مباشرة.

كيف يؤثر الخصم المكتسب على الميزانية العمومية؟

في الميزانية العمومية، يؤدي الخصم المكتسب إلى خفض حساب الدائنين (الالتزامات) لأن الشركة تدفع أقل من قيمة الفاتورة الكاملة. وإذا سُجل كإيراد، فإنه يزيد أيضًا من الأرباح المحتجزة ضمن حقوق الملكية.

أيهما أفضل: الطريقة الإجمالية أم الطريقة الصافية للخصومات المكتسبة؟

الطريقة الإجمالية أبسط وأكثر شيوعًا، خاصةً للشركات التي لا تستفيد دائمًا من الخصومات. أما الطريقة الصافية فتعطي صورة أكثر دقة للتدفقات النقدية المتوقعة، لكنها تتطلب تعديلات عند فقدان الخصم. يعتمد الاختيار على سياسة الشركة وضرورة الاتساق في التطبيق.

هل الخصومات المكتسبة هي نفسها خصومات المشتريات؟

نعم، غالبًا ما يُستخدم مصطلح خصم المشتريات بالتبادل مع الخصم المكتسب. كلاهما يشير إلى الخصم الذي يحصل عليه المشتري عند السداد المبكر.

هل تنطبق الخصومات المكتسبة على الخدمات أيضًا أم على البضائع فقط؟

على الرغم من أن معظم الخصومات المكتسبة ترتبط بالبضائع المشتراة على الحساب، إلا أنها قد تُطبق أيضًا على الخدمات إذا قدّم المورد شروط سداد مبكر، وتبقى المعالجة المحاسبية كما هي.

كيف تعالج المعايير المحاسبية الدولية (IFRS/GAAP) الخصومات المكتسبة؟

تُلزم كل من IFRS وGAAP الشركات بتسجيل الخصومات المكتسبة بشكل متسق. في IFRS، غالبًا ما تُخصم الخصومات من تكلفة المشتريات. أما GAAP فتسمح بتسجيلها إما كخفض من المشتريات أو كإيراد آخر، بشرط الالتزام بالاتساق في التطبيق.

من إدارة الخصومات المكتسبة إلى أتمتة القيود اليومية، يساعدك برنامج وافِق المحاسبي على الالتزام بالأنظمة وتوفير الوقت، والتركيز على تنمية أعمالك بثقة.