ما هي قائمة التدفقات النقدية؟



تُعرف قائمة التدفقات النقدي على أنها البيان المالي الذي يوفر معلومات وبيانات مالية شاملة عن جميع التدفقات النقدية الواردة من المؤسسة وإليها خلال فترة زمنية معينة، ويجب على كل مالك شركة الإلمام جيداً بها فمن خلالها سيتمكن من الحصول على لمحة عن مقدار النقد الذي تجنيه شركته وتنفقه على أنشطتها التشغيلية والاستثمارية والتمويلية، وتُعتبر كل من الميزانية العمومية وبيانات الدخل في الشركة أركاناً أساسية لتشكيل قائمة التدفق النقدية لها.

ففي شركة توصيل الطلبات "وَصلك" على مالكها عبد الله أن يحصل على التقارير المالية الثلاث:

• قائمة الدخل
• الميزانية العمومية 
• قائمة التدفقات النقدية

وذلك ليتمكن من تتبع معاملات المؤسسة باستمرار، ويمكن لأي برنامج محاسبة جيد أن يقوم بإنجازها لأصحاب الأعمال والشركات بكفاءة عالية.

مفهوم القوائم المالية وأهميتها في الحفاظ على صحة الشركة.

القيد المزدوج: قائمة التدفقات النقدية

تَعتمد المحاسبة على تقنية قديمة عمرها 500 عام تسمى القيد المزدوج، والتي تُستخدم في كل من الأنظمة اليدوية وبرامج المحاسبة الأساسية، وتقوم فكرة القيد المزدوج على أساس بسيط ولكن قوي في الوقت نفسه وهو تسجيل معاملات الشركة في اثنين من حساباتها (المَدينة والدائنة) على الأقل.

مخطط الحسابات

لإعداد نظام المحاسبة الخاص لشركة "وَصلك" سيحتاج عبد الله إلى إعداد قائمة مفصلة بجميع الحسابات التي قد تحتاجها الشركة، والتي يمكن من خلالها تتبع كافة المعاملات المالية فيها، وتُسمى تلك القائمة بمخطط الحسابات، وغالباً ما تستخدم برامج المحاسبة نماذج مخططات بيانية متنوعة لمختلف أنواع الحسابات في الشركة.

وسيساعد مخطط الحسابات عبد الله في اختيار الحسابين المشاركين في كل معاملة (أو أكثر)، وبمجرد بدء العمل قد يحتاج عبد الله إلى إضافة المزيد من أسماء الحسابات إلى المخطط أو حذف أسماء الحسابات التي لم يتم استخدامها، ويتميز مخطط الحسابات بالمرونة بحيث يُمكن لعبد الله تغيير مخططه لتنظيم معاملات شركته بشكل أفضل وتسجيلها أولاً بأول.

وبناءً على نظام القيد المزدوج فإن كل معاملة تجريها شركة "وَصلك" ستشمل حسابين أو أكثر من الميزانية العمومية أو قائمة الدخل، ومن أبرز الأمثلة على الحسابات التي قد يحتاج عبد الله إلى إضافتها إلى مخطط حساباته:

• أصول الميزانية العمومية
• والالتزامات
• وحقوق المساهمين، كما يمكن إضافة حسابات قائمة الدخل كالإيرادات والمصروفات.

مثال:

بدأ عبد الله عمله بتأسيس شركة "وَصلك" لتوصيل الطرود في 1 ديسمبر 2022، وذلك باستثمار قدره 20.000 ريال سعودي لتحقيق ربح مقداره 5000 حصة من الأسهم العادية للشركة لتكون هذه هي أول معاملة يُسجلها عبد الله في مخطط حساباته، وبناءً على ذلك سيُظهر نظام المحاسبة الخاص بالشركة أن الحساب النقدي الخاص بها قد ارتفع من 0 ريال إلى 20.000 ريال، وبأن الأسهم العادية للمساهمين زادت بمقدار 20.000 ريال، وكلاهما تم تقييده في حسابات الميزانية العمومية، وحتى هذه اللحظة لم تحقق الشركة أي ربح لأنها لم تقم بتوصيل أي طرد بعد، كما أنها لم تنفق شيئاً أيضاً.

وبعد تسجيل كل تلك المعاملات المالية، ستظهر الميزانية العمومية لشركة "وَصلك" على هذا الشكل:



سأل عبد الله محاسب الشركة إذا كان بإمكانه التحقق من أن الميزانية العمومية متوازنة أم لا، فنظر المحاسب إلى إجمالي 20.000 ريال سعودي في جانب الأصول الأيمن وإجمالي الالتزامات وحقوق المساهمين 20.000 ريال سعودي على الجانب الأيسر، وأكد المحاسب أن الميزانية العمومية في حالة اتزان بالفعل.

وأَظهر المحاسب لعبد الله شيئا يسمى "المعادلة المحاسبية الأساسية"، وأخبره بأنها تقوم على نفس فكرة "الميزانية العمومية"، وبأنها تظهر على شكل المعادلة الآتية:

فكما ترى، يجب أن تكون المعادلة المحاسبية والميزانية العمومية دائماً في حالة توازن.

الدائن والمدين

يرى عبد الله الآن أنه تم تطبيق مبدأ القيد المزدوج على ما سبق بالفعل، وبأنها أثرت على حسابين أو أكثر إذ إن للصفقة تأثير متساوٍ على كل من النقد والأسهم العادية أيضاً، ويشرح المحاسب لنا ذلك فيقول بأن نظام القيد المزدوج يقوم على وضع نفس المبلغ من المعاملة على الجانبين الأيسر والأيمن لحسابين مختلفين، بحيث يتم استخدام مصطلح المدين بدلاً من كلمة اليمين وعبارة الدائن بدلاً من كلمة اليسار.

يسأل عبد الله محاسب شركته عن كيفية معرفة الحسابات المَدينة حيث تم إدخال الأرقام على الجانب الأيمن من أحد الحسابات، وكذلك الحسابات التي يجب إيداعها حيث تم إدخال الأرقام على الجانب الأيسر من حساب آخر؟، فيخبر المحاسب عبد الله أن الطريقة سهلة وبسيطة إذ يكفي النظر إلى الصيغة المحاسبية الأساسية التي تبين الدائن والمَدين، وهي:

تَظهر أرصدة حسابات الأصول على الجانب الأيمن في دفتر الأستاذ العام، تماماً مثل الأصول الموجودة على الجانب الأيمن (أو الجانب المدين) من المعادلة المحاسبية أعلاه، ولرفع رصيد حساب الأصول يمكن إضافة المزيد إلى الجانب الأيمن من الحساب، أما لخفض رصيد حساب الأصول يتم الخصم منه.

وبالمثل فإن الالتزامات وحقوق المساهمين تظهر في الجانب الأيسر من المعادلة المحاسبية (أو الجانب الدائن)، وأرصدتها تظهر على الجانب الأيسر من دفتر الأستاذ العام، ولزيادة رصيدها يمكن إضافة المزيد على الجانب الأيسر من الالتزامات أو حساب حقوق المساهمين، أما إذا أردت تقليلها فإن إضافة الرصيد إلى الجانب الأيمن من المعادلة (الأصول) سيفي بالغرض.

إقرأ المزيد عن العلاقة بين الالتزامات وحقوق الملكية؟

ولأن العديد من المعاملات تتطلب التعامل بالنقد، فإذا كانت الشركة تجمع النقود نتيجة توصيل الطرود سيتم الخصم من الحساب النقدي (وزيادة في الأصول)، أما إذا تم الدفع نقداً من الشركة كصادرات فسيتم تقييد ذلك في الحساب النقدي بحيث تزيد الالتزامات (وتقل الأصول).

ولتوضيح ذلك فلنعد إلى مثال تأسيس الشركة في 1 ديسمبر، حيث منح عبد الله 20.000 ريال سعودي كاستثمار للشركة مقابل 5000 ريال كحصة من الأسهم العادية، ولذا فإن أحد حسابات هذه الصفقة قد تم تسليمه بالنقد، وذلك يعني أنه سيتم خصمه من الحساب النقدي.

ومرةً أخرى فإن مبدأ القيد المزدوج يعني أنه يجب أن يكون هناك حسابان على الأقل، بحيث يتم الخصم من الحساب الأول والإضافة في الحساب الثاني، وفي المثال السابق يُعتبر السهم العادي هو الحساب الثاني الذي يجب تسجيله، حيث منحت الشركة 20،000 ريال سعودي من حقوق المساهمين التي تظهر في الجانب الأيسر من المعادلة، أي أنه يجب أن يكون هناك حساب دائن في الشركة مقابل حساب المدين للوصول إلى الاتزان بين الحسابين.

ويستخدم المحاسبون الصيغة التالية لإظهار الحسابات والمبالغ:

الأسئلة المتداولة عن التدفقات النقدية

ما الفرق بين الأنشطة التشغيلية والاستثمارية والتمويلية في قائمة التدفقات النقدية؟

• الأنشطة التشغيلية: تشمل العمليات اليومية التي تساهم في توليد الإيرادات، مثل بيع السلع والخدمات ودفع النفقات التشغيلية.
• الأنشطة الاستثمارية: تتعلق بشراء وبيع الأصول طويلة الأجل، مثل العقارات والمعدات والاستثمارات في الشركات الأخرى.
• الأنشطة التمويلية: تشمل العمليات التي تؤثر على رأس المال والأموال المقترضة، مثل إصدار الأسهم أو السندات والحصول على القروض وسدادها.

كيف يمكن استخدام قائمة التدفقات النقدية في التنبؤ المالي؟

يمكن استخدام قائمة التدفقات النقدية في التنبؤ المالي من خلال تحليل التدفقات النقدية التاريخية لتوقع التدفقات النقدية المستقبلية. يساعد ذلك في التخطيط للإنفاق وتحديد الفترات التي قد تحتاج فيها الشركة إلى تمويل إضافي أو قد تحقق فائضاً نقدياً يمكن استثماره. يعتبر هذا التحليل أداة هامة لاتخاذ القرارات المالية المدروسة وتحسين إدارة النقد.

ما هي المؤشرات الرئيسية التي يجب مراقبتها في قائمة التدفقات النقدية؟

من أهم المؤشرات التي يجب مراقبتها في قائمة التدفقات النقدية:

• صافي التدفقات النقدية من الأنشطة التشغيلية: يوضح قدرة الشركة على توليد النقد من عملياتها الأساسية.
• صافي التدفقات النقدية من الأنشطة الاستثمارية: يبين مدى استثمار الشركة في أصول جديدة أو بيع الأصول الحالية.
• صافي التدفقات النقدية من الأنشطة التمويلية: يعكس التغيرات في هيكل رأس المال والتمويل.
• التغير في النقد والنقد المعادل: يظهر الفرق بين النقد المتاح في بداية ونهاية الفترة المالية، مما يعطي فكرة عن التغيرات الكلية في سيولة الشركة.

كيف يمكن تحسين التدفقات النقدية في الشركة؟

يمكن تحسين التدفقات النقدية في الشركة من خلال:

• تسريع تحصيل المستحقات: من خلال تحسين سياسات الائتمان والتسعير وتشجيع العملاء على الدفع الفوري.
• إدارة النفقات بحكمة: عن طريق مراقبة النفقات التشغيلية والاستثمارية والتحكم فيها بفعالية.
• التخطيط المالي السليم: من خلال إعداد ميزانيات دقيقة والتخطيط للمستقبل.
• تحسين إدارة المخزون: لتجنب تخزين كميات زائدة تؤدي إلى تجميد النقد.
• الاستفادة من الأدوات التمويلية: مثل القروض وخطوط الائتمان لزيادة السيولة عند الحاجة.

ما هي الأخطاء الشائعة التي يجب تجنبها عند إعداد قائمة التدفقات النقدية؟

من الأخطاء الشائعة التي يجب تجنبها:

1. عدم تتبع جميع التدفقات النقدية بدقة: يؤدي إلى قوائم غير دقيقة.
2. عدم الفصل بين الأنشطة التشغيلية والاستثمارية والتمويلية: مما يسبب في اختلاط البيانات وصعوبة التحليل.
3. التأخير في تسجيل التدفقات النقدية: قد يؤدي إلى فقدان تتبع النقد المتاح بدقة.
4. عدم مراجعة وتحديث القائمة بانتظام: مما يسبب في عدم عكس الوضع المالي الحالي للشركة بدقة.

كيف يمكن لقائمة التدفقات النقدية أن تؤثر على قرارات الاستثمار؟

تؤثر قائمة التدفقات النقدية على قرارات الاستثمار من خلال توفير معلومات حول قدرة الشركة على تمويل الاستثمارات من تدفقاتها النقدية الداخلية. يمكن للشركات التي تظهر قوائم تدفقاتها النقدية قدرة قوية على توليد النقد أن تستثمر بثقة في مشاريع جديدة، بينما قد تحتاج الشركات ذات التدفقات النقدية الضعيفة إلى إعادة النظر في خططها الاستثمارية أو البحث عن مصادر تمويل خارجية.

ولقد انتقلت الكثير من الشركات إلى استخدام برامج المحاسبة والتطبيقات الإلكترونية، وذلك لسهولة استخدامها ولأنها تُقدم إمكانية تتبع المعاملات بسرعة كبيرة، وهي متوافرة في متناول اليد بالمقارنة مع الطرق اليدوية التقليدية، لذلك يوصى الجميع باستخدامها بشدة لزيادة كفاءة المعاملات والحسابات المالية، ومنها برنامج وافق الذي يوفر لك نظام محاسبي متطور لإدارة أعمالك.